بدك تستثمر في البورصة؟ مجنون؟
محاضر في كلية ادارة الاعمال في الكلية الاكاديمية اونو ويشغل منصب مدير قسم الضرائب الدولية وقوانين الضراب الخاصة في وزارة المالية
كثيرا ما تعرض في المسلسلات التلفزيونية، من أجل الدراما طبعا، قصص عن رجال أعمال خسروا أموالهم في البورصة حتى اصبحت كل معلوماتنا عن البورصة مستوحاة من تلك المسلسلات وكلما سمعنا حديثا عن البورصة تتراود إلى أذهاننا صورة ذاك المسكين من المسلسل.
في هذا المقال سنقوم بالتعرف على البورصة وعلى الأوراق المالية، حتى لا تكون المسلسلات هي مصدر معلوماتنا.
البورصة:
هي سوق منظم لتداول الاوراق المالية (كالأسهم والسندات وغيرها) فهي بمثابة وسيط بين البائعين والمشترين. كما يتم تحديد أسعار السلع في الأسواق وفقا لقانون العرض والطلب، ذلك هو الحال في أسواق الأوراق المالية حيث تتحدد اسعار الاوراق المالية المتداولة وفقا لهذا قانون. التداول في البورصة يتم عن طريق بنوك ووسطاء (بروكر) أعضاء البورصة. اي أن على المعنيين في بيع او شراء أوراق مالية التوجه الى بنك/بروكر لإجراء هذه العملية في البورصة.
البورصة هي كيان تجاري، غالبا ما تكون شركة م.ض.، هدفه الربح. دخل البورصة يعتمد على عمولات تفرضها البورصة على أعضاء البورصة وعلى الشركات التي لها أوراق مالية متداولة في البورصة.
في اسرائيل يوجد بورصة واحدة فقط – بورصة الأوراق المالية في تل أبيب. اما البورصة الأكبر في العالم فهي بورصة نيويورك.
سلطة الاوراق المالية هي الجهة الحكومية التي تخضع البورصة لرقابتها ولسيادتها.
ما هي الفائدة من وجود البورصة؟
- البورصة توفر للشركات آلية للحصول على الأموال اللازمة لنموها وتحقيق أهدافها، عن طريق طرح أسهم أو سندات. مثال: قد تشرف شركة معينة على القيام بمشروع مكلف تعجز البنوك عن تمويلها، فتتجه هذه الشركة للبورصة وتقوم بطرح سندات دين أو اصدار أسهم للحصول على الأموال اللازمة. مثلا فيسبوك عندما طرحت أسهمها في البورصة سنة 2012 حصلت على 16 مليار دولار مقابل الأسهم المطروحة.
- البورصة تتيح للعامة إمكانية المتاجرة او الاستثمار بالأوراق المالية وتحقيق الارباح.
- البورصة توفر للحكومات آلية لخصخصة الشركات الحكومية وذلك عن طريق طرح أسهم تلك الشركات للبيع في البورصة
- تتيح للأجانب فرصة سهلة للاستثمار في البلاد.
- تساعد على الزيادة من شفافية قطاع الأعمال.
الأوراق المالية:
هي أوراق وصكوك تصدرها شركات أو حكومات تضمن حق من يمتلك هذه الأوراق عند الجهة المصدرة. الأوراق المالية تشمل: أسهم، سندات، اختيارات وغيرها. للأوراق المالية قيمة مادية ومن الممكن بيع هذه الأوراق أو شرائها. من الجدير بالذكر ان اغلب صفقات التداول بالأوراق المالية تتم في البورصة.
الوسيط (البروكر): هي شركة يتمثل نشاطها الرئيسي في تجارة او ادارة الاوراق المالية لأجل الاخرين (استشارات استثمارية، ادارة ملفات استثمار، التداول في البورصة، الخ). كما ويجوز للوسطاء أيضا القيام بأعمال أخرى كإدارة صناديق ادخار، إدارة صناديق استثمار مشترك وغيرها.
السهم:
هو ورقة مالية، تصدرها الشركة، تمنح مالكها حصة من حقوق الملكية على الشركة والتي تشمل حقوق تصويت في الاجتماع العام، حقوق في الأرباح الموزعة وحقوق في الشركة عند تصفيتها.
حصة كل من المالكين في الشركة تساوي نسبة ما يملكه من أسهم من مجمل الأسهم. مثال:
عندما انشئت شركة “الياسمين لتجارة الزهور م.ض.”, على يد اثنين من المساهمين، قامت الشركة بإصدار 50 سهم وتوزيعها على كلا المساهمين. نفرض مثلا ان المساهم أ استحوذ على 30 سهم والمساهم ب استحوذ على 20 سهم. نسبة كل من المساهمين في حقوق الملكية تساوي نسبة ما يملكه من أسهم من مجمل الأسهم. أي ان المساهم أ يحظى ب-60% من حقوق التصويت، وإذا قامت الشركة بتوزيع أرباح – له 60% من الأرباح الموزعة، كما وله 60% من رأس المال عند تصفية الشركة (30/50= 60%). المساهم ب يحظى ب-40% من حقوق الملكية المذكورة (20/50= 40%).
السندات:
هي أوراق مالية، تصدرها الشركات او الحكومات، تقر أن مالكها دائن إلى الجهة المصدرة للسند. أي أن الجهة التي أصدرت السند قد اقترضت من حامل السند المبلغ المدون على السند.
السندات هي الية تستخدمها الشركات والحكومات للحصول على مبالغ مالية لازمة لأجل نموها أو تمويل مشاريعها، حيث تقوم تلك الشركات او الحكومات بطرح سنداتها (بشكل عام في البورصة) فيقوم العامة (افراد، شركات، صناديق توفير، صناديق استثمار وغيرها) بشراء هذه السندات. عند شراء السند يدفع المشتري مبلغا من المال وفي المقابل يلتزم مُصدر السند بسداد هذا المبلغ بالإضافة الى فائدة، في التواريخ المحددة في السند.
نسبة الفائدة تكون محددة أيضا في السند. نسبة الفائدة تختلف من شركة لأخرى وذلك حسب المخاطرة المرتبطة بقدرة الشركة على السداد.
مالك السند لا يمتلك أي حقوق ملكية في الشركة وليست له القدرة على التدخل في أعمال الشركة، فهو فقط مقرض للشركة.
اغلب السندات هي سندات قابلة للتداول.
الخلاصة:
علينا أن نفهم أن البورصة هي سوق للتجارة ذو اهمية كبيرة للنمو الاقتصادي وتطوير الأعمال في كل دول العالم. وجود البورصات يفتح المجال لاستثمار الأموال وتحقيق الأرباح من ناحية ولتحصيل الأموال لمختلف المشاريع من ناحية اخرى، مما يؤدي إلى نمو الاقتصاد. على الرغم من ذلك فإن على الراغب في الاستثمار في هذا المجال ألا يستثمر من غير علم أو اطلاع او استشارة مختصين. كما ويجب الحذر من المحتالين الموجودين بكثرة في هذا المجال.
مجلة التربية المالية – من الكلية الأكاديمية أونو
باشراف د. شربل شقير | نائب رئيس الكلية الأكاديمية أونو، ومحاضر كبير في مجال التمويل وسوق المال والتربية المالية