التعلم عن طريق المشروعات  – Project Based Learning PBL

خلاصة تجربة في مساق التربية اللامنهجية

مقدمة

يستند التعلم عن طريق المشروعات الى افتراض ان الطلاب يستطيعون بناء معرفتهم بأنفسهم، ويصبحون خلاله نشطاء ويتدخلون بالمضامين وبطرق تعلمهم.

العمل يتضمن عدة مراحل:

  • اختيار المشروع.
  • البحث الاولي والانتظام للعمل.
  • التخطيط.
  • التطبيق.
  • التقييم.

الملخص الحالي يصف مسار العمل في مساق التربية اللامنهجية في الفصل الأول بمشاركة 64 طالبا. 

 اختيار المشروع

عملية اختيار المشروع تضمنت عدة مراحل:

نقاش وحوار في الصف تناول مسألة «ماذا تريدون ان تتعلموا في هذه المساق.»؟

شرح ما هي استراتيجية المشاريع والمراحل المطلوبة لتطبيقها.  

اختيار مشروع: هذه خطوة مركزية في تحقيق الاهداف المنشودة في النشاط.

 المشروع الذي تم اختياره هو: بناء “دليل القدس للنشاطات اللامنهجية”

أجرى الطلاب بحثا اوليا للتعرف على النشاطات اللامنهجية الموجودة؟ ومن المسؤول عن تنفيذها في القدس الشرقية؟

الانتظام للعمل والتخطيط

بعد اختيار الموضوع والبحث الاولي توصلنا الى استنتاج ان هناك اربعة جهات مسؤولة عن النشاطات اللامنهجية في شرقي المدينة وهي وزارة المعارف، البلدية، المراكز الجماهيرية وكذلك مؤسسات ومنظمات فلسطينية.

وعلى هذا الاساس تم تقسيم الطلاب الى اربعة اقسام، وكل مجموعة اخذت على عاتقها بحث مجال واحد.

 اقامت كل مجموعة، مجموعة واتس آب لتسهيل الاتصال بين المشاركين. وقد اتاحت هذه المجموعات اتصالا دائما وتعاونا والتحديث بين اعضاء المجموعة.

وفي المرحلة التالية وضع المتعلمون في كل مجموعة برنامج عمل ملائما ومفصلا من خلال مرافقتي وتوجيهي، سبق ذلك محاضرة عن اسس التخطيط الصحيح واهميته. وقد تضمن البرنامج تعريفا لـ:

  1. هدف المشروع العام: بناء “دليل القدس للنشاطات اللامنهجية” .
  2. هدف كل مجموعة: برنامج للتطبيق، جدول زمني، معايير وتقسيم عمل. 

وبعد اسبوع عرضت كل مجموعة برنامجها امام كافة الطلاب.

التطبيق 

في هذه المرحلة انطلق المشاركون لتنفيذ المهمات التي حددوها في مرحلة التخطيط، فمثلا انقسموا في المجموعة «أ» الى ثنائيات وكل ثنائي زار مركزا جماهيريا، حيث اجروا مقابلات هناك وصوروا واخذوا انطباعات. وفي المجموعة «ب» انقسموا الى مجموعتين، اخذت احداهما على عاتقها فحص نشاط قسم التربية في بلدية القدس، والثانية قسم الشبيبة والمجتمع في البلدية. وقد وثقت كل المجموعات مسار عملها، وهذا المسار ترافق مع التوجيه والمساعدة قدر الحاجة. وقد عملت المجموعات بشكل متواصل فيما أجرى المشاركون لقاءات «زوم» وأحيانا لقاءات ايضا في “بيت الطالب” ببيت حنينا «انظر الصورة ادناه» كما اجريت مقابلات مع ذوي وظائف مختلفة. وبصورة مثيرة للانطباع تحددت غالبية اللقاءات من قبل الطلاب وحدهم فيما تحدد الجزء الآخر بشكل مشترك بيني وبين الطلاب. وقد اجريت لقاءات مع:

  • مدير الخطة الخماسية في وزارة المعارف الدكتور دافيد كورن.
  • مفتشون ومدراء أقسام.
  • مدراء مراكز جماهيرية. 
  • المسؤول عن الخطة الخماسية بما في ذلك النشاطات اللامنهجية في البلدية تسيون ريغب.
  • المسؤول عن جمع المعطيات المحدثة في البلدية.

وعدا عن المقابلات درس الطلاب المادة وقرأوا مواد ذات صلة. واجريت اكثر من عشرة لقاءات لكل مجموعة، واجرى المشاركون حوارا فيما بينهم، كما تلقوا توجيها مني – احيانا شخصيا واحيانا بشكل جماعي.

 عرض المعطيات

مع انتهاء المسار عرضت كل مجموعة مشروعها امام طلاب الصف. وفي نهاية العرض جرى نقاش بطريقة ايجابية بين الشخصي والجماعي والصفي. وقد برزت امام المجموعة الرابعة التي بحثت موضوع المؤسسات والمنظمات الفلسطينية صعوبات ذاتية وسط المجموعة وكذلك صعوبات موضوعية، حيث رفضت المنظمات الفلسطينية احيانا الاجتماع بهم بسبب كونهم طلاب كلية اسرائيلية. 

تطوير مهارات

بنظرة للوراء يبدو ان الدورة فاقت كل التوقعات وساعدت الطلاب في تطوير مهارات خاصة، وهي حسب رأيي:

  • طوروا قدرة على ادارة مجموعات بحث. 
  • شاركوا في عملية تعليمية تجريبية بالنسبة لهم.  
  • قاموا بالتعاون وبعمل جماعي من جهة وطوروا ايضا من جهة اخرى قدرة التعليم الذاتي. 
  • اجروا حوارا فيما بينهم ونجحوا في حل صراعات بصورة ابداعية.
  • أبدوا قدرات قيادية والاخذ بالاعتبار للفروقات الفردية.
  • استكشفوا المنطقة وطوروا معرفة معمقة للأطر والمؤسسات في الحي وفي المدينة «العالم الحقيقي». 

تقييم

حتى يمكن تقييم العمل قمت ببناء نموذج لمئشارعلى الانترنت. وشمل المئشار التعامل مع مسائل مهارات التعلم الفردية، السلوك الشخصي والمؤهلات الاجتماعية والسلوك الجماعي والعمل في جماعة.

وقد تم عرضه امام الطلاب لإبداء ملاحظات والقاء المزيد من الضوء. وفيما بعد اتضح انه ربما كان من الافضل بناؤه بمشاركة الطلاب .

وقد ارسل نموذج المئشار الى مجموعات الواتس آب وطلب من الطلاب تعبئته كل على حدة واعادته. كما تم اجراء لقاء عبر الزوم مع اعضاء كل مجموعة  في غرفة منفصلة لاجراء تقييم جماعي للإسماع والاستماع.

وقد استغرق كل لقاء من هذه اللقاءات 15 دقيقة واتضح فيما بعد ان الوقت غير كاف. كان هدف اللقاءات هو التفكير والتقييم الجماعي. وقد انقسمت المحادثة الى قسمين:

  1. انجازات ونجاحات 
  2. ما الذي يحتاج الى تحسين 

وقبل اللقاءات اطلعت على النماذج التي عبأها كل واحد قبل اللقاء، وأمكن من خلالها قيام كل واحد من اعضاء المجموعة قول رأيه. وقد تم ايلاء اهتمام خاص لأولئك الذين اعطوا أنفسهم علامة منخفضة نسبيا. أجاب الطلاب على سؤال: “ماذا آخذ معي من هذا المساق ” بصورة مثيرة للانطباع. وقد كان الحضور في هذه اللقاءات كاملا. وقد لاحظت بأنه كان من المهم للطلاب خلال النقاش الاستماع الى رأيي بعملهم،

وبين ردود الفعل التي طرحت يمكن الاشارة الى: 

  • تعلمنا امورا كثيرة يمكن ان تفيدنا في مشاريع اخرى خلال دراستنا وفي حياتنا، وكانت هذه تجربة ممتازة وممتعة في مشروعنا الأول في مسيرتنا الاكاديمية بالكلية.
  • عملية التعلم تتحرك قدما بمحفزات عالية.
  • الجميع عمل ونجحنا في التغلب على الصعوبات.
  • كل واحد أبرز قدراته وترك بصمته.
  • عملنا بمحبة كبيرة.
  • عملنا بانسجام وتصادقنا.
  • تعلمنا كثيرا بما في ذلك الكثير من الأمور الجديدة وأحيانا حتى ساعة متأخرة. 
  • طورنا تعارفا معمقا بين اعضاء المجموعة.
  • العمل الجماعي أفضل من الفردي والنتيجة بما ينسجم مع ذلك.
  • كانت هذه رحلة رائعة جدا.

كما تم وصف التحديات التي اضطر الطلاب لمواجهتها:

  • كانت صعوبات لم ننجح في التغلب عليها مثلا «لم يستقبلونا لأننـا من كليــة اسرائيلية».
  • اجريت الكثير من اللقاءات بواسطة «الزوم» وافتقدنا اللقاء وجها لوجه. وكانت هناك اقتراحات للتحسين بينها.
  • اجراء لقاءات أكثر.
  • عرض المشروع بطريقة مختلفة – مثلا بواسطة انتاج فيلم حول الموضوع. 

واضافة لكل هذا طلب من كل طالب ان يكتب استرجاعا ذاتيا يتضمن اجابة على اسئلة مثل: 

  • ما هي الانشطة التي قادت الى النجاح؟
  • شيء واحد سيظل يرافقك ولن تنساه … كيف تعلمت؟

وفي نهاية المساق واضافة الى العلامة يتلقى كل طالب شهادة تقدير شخصية. 

مواضيع لم يتم حلها ولمزيد من التعلم:

الى جانب نجاح البرنامج كان يمكن حسب رأيي اضافة أبعاد اخرى، مثل:

  • التعلم من النجاحات، توثيق وصياغة عملية التعليم على المستوى الشخصي والجماعي. 
  • تحويل الناتج (الدليل) الى دليل رقمي «ديجتال».
  • تنظيم يوم دراسي لإتاحة المجال امام الطلاب لعرض انتاجهم امام جمهور مشاركين محتمل: وزارة التربية، البلدية، شركة المراكز الجماهيرية ومعهد القدس. 

الكاتب: امين خلف

امين خلف، حاصل على اللقب الثاني في إدارة الأعمال للمدراء وكذلك في الدراسات الإسلامية والشرق أوسطية كلاهما من الجامعة العبرية في القدس. في المرحلة النهائية من كتابة رسالة الدكتوراه. يعمل حاليا محاضرا في الكلية الأكاديمية أونو ومديرا لمركز اللغات العالمي في القدس. شغل في الماضي مناصب إدارية واجتماعية متعددة بينها مؤسس ومدير ل “ميتار” نادي نهاري داعم متعدد التخصصات للشباب في ضائقة في أبو غوش وما بين 1997-2011 مؤسس ومدير مشارك لمنظمة “يدا بيد – مركز التربية العربي اليهودي


جولة دراسيّة مهنيّة لمجموعة من طلاب العقارات/مديري العمل في موقع بناء تابع لشركة “كارينا” في عكا

جولة دراسيّة مهنيّة لمجموعة من طلاب العقارات/مديري العمل في موقع بناء تابع لشركة “كارينا” في عكا